قائمة الموقع

ماهر الطاهر يُحذِّر: استمرار الصمت الدولي والعربي سيؤدي لانفجار شامل في المنطقة

2020-02-02T09:39:00+02:00

حذر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر، من أن "استمرار صمت الدول الأوروبية وبعض الدول العربية، تجاه صفقة ترامب التصفوية سيؤدي إلى انفجار شامل في المنطقة".

وقال الطاهر في حوار مع صحيفة "فلسطين": "ترامب مزَّق القانون الدولي والشرعية الدولية، لذلك على دول العالم والمجتمع الدولي، أن يتخذوا مواقف واضحة تساند الحق الفلسطيني، لأن صمتهم على السياسة الأمريكية سيؤدي إلى انفجار شامل في منطقتنا".

وشدد على أن "من يعتقد أن مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية ستمر فهو واهم، بل ستفتح المجال لحروب وصراعات وانفجار في عموم منطقتنا".

وأضاف أن "الشعب الفلسطيني لا يُمكن له أن يستقر أو يستكين أمام هذه المؤامرات، وسيواصل المقاومة والكفاح، لذلك على الدول الأوروبية أن تعمل باتجاه وضع حد لهذه السياسات التي تتعارض كليًا وتتناقض مع مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي".

والثلاثاء الماضي، أعلن ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، خطته لتصفية القضية الفلسطينية، ومن بنودها: عد مدينة القدس المحتلة بالكامل "عاصمة" مزعومة لـ(إسرائيل)، ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة سنة 1948، والإبقاء على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وسيطرة الاحتلال على منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت.

ومنذ 1967، أقام الاحتلال في الضفة الغربية 196 مستوطنة تشمل مستوطنات القدس إلى جانب نحو 100 بؤرة استيطانية عشوائية، ويوجد في تلك المستوطنات نحو 750 ألف مستوطن، وفق مراقبين.

وتشترط صفقة ترامب التصفوية على الفلسطينيين الاعتراف بما يسمى "يهودية" (إسرائيل)، وسحب سلاح المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي على أساس ذلك، للنظر في إقامة دولة فلسطينية مستقبلية، بلا سيادة، على ما تبقى من أراضي الضفة والقطاع.

"خداع وتضليل"

وأكد الطاهر، وجود "لف ودوران وخداع وتضليل" من الولايات المتحدة الأمريكية الحامي الأول للكيان الصهيوني"، متابعًا: "الأمور أصبحت واضحة كل الوضوح أنه لا مجال للتعايش مع هذا الكيان ولا مجال لأي حلول سياسية".

وأوضح أن صفقة ترامب التي جرى الإعلان عنها بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال الاحتلالية بنيامين نتنياهو تستهدف التصفية الشاملة للقضية الفلسطينية بجميع أبعادها.

وأشار إلى أن الصفقة تتكون من شقين، الأول سياسي يقوم على التصفية الشاملة لحقوق الشعب الفلسطيني سواء ما يتعلق بحق العودة للاجئين أو القدس أو منع قيام دولة فلسطينية مستقلة والسيطرة على غور الأردن والإبقاء على المستوطنات وتحويل الشعب الفلسطيني لعبيد عند الكيان.

أما الشق الاقتصادي والكلام للطاهر، فيتضمن بعض الإغراءات مثل دفع مبلغ 50 مليار دولار وتقديم ما تسمى "تسهيلات" مزعومة للشعب الفلسطيني.

وبيّن أن الشعب الفلسطيني أعلن رفضه القاطع للصفقة بكل قواه وفصائله، مؤكدًا أن "الصفقة لن تمر وسيدرك ترامب ونتنياهو بأن القضية الفلسطينية أكبر مما يتوهمون".

وتابع: "الأموال الأمريكية ستكون على أحذية الفلسطينيين وصفقة القرن سيكون مكانها مزبلة التاريخ، فالشعب الفلسطيني سيستمر بالمقاومة والكفاح وسيبرهن لهم، أنه صامد وثابت على أرضه حتى تحرير كل ذرة من تراب أرضه".

وطالب بضرورة إنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني وإعادة بناء الوحدة الوطنية ومنظمة التحرير والعمل باتجاه إنهاء مرحلة اتفاقات أوسلو، و"سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني"، ووقف التنسيق الأمني معه، للرد على صفقة ترامب.

وعن آلية الرد على إعلان الصفقة، أكد مسؤول الدائرة السياسية في "الشعبية"، " أنه آن الأوان لرفع اليد عن المقاومة، وإطلاقها لمواجهة الصفقة وجرائم الاحتلال في الضفة والقدس والداخل المحتل.

وأكد أن الطريق الوحيد هو انتفاضة فلسطينية شاملة، تثبت للاحتلال أن بقاء احتلاله للأرض الفلسطينية، سيكون مكلفًا له وسيدفع ثمنه.

وطالب، باستنهاض طاقات الشعب الفلسطيني كلها، في الضفة والقدس والأراضي المحتلة سنة 1948 وغزة ومناطق اللجوء والشتات، للتحرك الجاد لإسقاط صفقة ترامب، وطرد الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية.

ورفضت الفصائل الفلسطينية صفقة ترامب. وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، في بيان: "صفقة ترامب العدوانية تشكل خطرًا حقيقيًّا على الأمن القومي العربي، وعدوانًا على حقوق أمتنا التاريخية"، مضيفة أنها ترمي إلى "تسمين المشروع الصهيوني، وستكون بالضرورة ضد المصلحة الوطنية لكل مكونات أمتنا العربية".

كما رفضت السلطة في رام الله صفقة ترامب، على لسان رئيسها محمود عباس الذي وصفها بـ"المؤامرة".

ويوصف عباس بأنه مهندس اتفاق أوسلو الموقع سنة 1993، والذي كان ينص على إقامة دولة فلسطينية على ما يعرف بحدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، لكنه وصل إلى طريق مسدود. وخلال أكثر من عقدين على توقيعه استشرى الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وعززت سلطات الاحتلال سيطرتها على مدينة القدس، وتواصل حصارها المشدد لقطاع غزة.

وعن سبب إعلان ترامب لصفقته في هذا التوقيت، قال، إن الرئيس الأمريكي أراد لفت الأنظار عن الأزمات التي يعيشها هو ونتنياهو في الوقت الراهن.

وذكر أن ترامب يتعرض للعزل ومتهم بقضايا في بلاده، ونتنياهو يواجه محاكمة الفساد والرشوة، لذلك أرادا من خلال هذا التوقيت أن يدعما بعضهما بعضًا للبقاء في منصبيهما.

وعن الدور العربي تجاه صفقة ترامب، وصف ردود فعل بعض الدول العربية بـ"الخجولة" في ظل تباين آرائها ما بين مؤيد ومعارض، في حين أن الشارع العربي يدعم فلسطين والدول العربية.

وطالب بضرورة وجود موقف أقوى لمواجهة صفقة ترامب، لأن المؤامرة لا تستهدف فلسطين فقط بل تستهدف الأمة العربية بأسرها.

في السياق، استنكر الطاهر تورط سفراء عُمان والبحرين والإمارات في حضور المؤتمر الصحفي الذي جرى خلال إعلان صفقة "ذبح القضية الفلسطينية والقدس"، وفق تعبيره.

ووصف ذلك بأنه "خيانة؛ لأن صفقة ترامب ونتائجها لا تطال فلسطين فحسب، بل تطال الأمة العربية بأسرها، ما يؤدي لإحداث خطر على العالم العربي كله وليس القضية الفلسطينية فقط".

وشدد على أن "ترامب ونتنياهو سيزولان، ولكن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني سيبقى ثابتًا على أرضه".

 

اخبار ذات صلة